يصنف هذا المسجد بالتأكيد كأحد أجمل مناطق الجذب السياحي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو حقا تحفة معمارية مصممة بطراز عربي اسلامي مع الرخام الأبيض الناصع، والجدران والأرضيات الدمجة بأحجار ملونة، ولعل ما يزيد من روعة هذا المسجد الرائع، كونه موطن لأكبر سجادة في العالم، فضلا عن الثريات الكريستالية الضخمة. كما كلّ فكرة كبيرة شهدت طريقها إلى التحقّق والإنجاز في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن جامع الشيخ زايد الكبير بدأ كحلم في قلب ووجدان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو الذي وضع له الرؤية العامة، والحجر الأساس، الذي به توّج رحلة حافلة بالأحلام المتحققة والإنجازات الكبيرة، وفي طليعتها بناء وطن الإنسان، وصنع تجربة تنموية مذهلة يشهد العالم بأسره على تميّزها وفرادتها. لطالما تميّزت تجربة الشيخ زايد، قبل إنشاء الدولة وخلالها وبعدها، بقدرتها على الجمع بين عناصر عدة، لا يجافي فيها القديم الحديث، ولا يلغي فيها الحديث القديم، كما تميّزت بالجمع بين شتى الأعراق والجنسيات والثقافات، ومشاركتهم معجزة البناء وثمرات الاستقرار والخيرات والتنمية في آن معاً. فجاء جامع الشيخ زايد الكبير تعبيراً عن هذه الرؤية الأصيلة الجامعة، رؤية قائد لا يعرف المستحيل، ويدرك أن أعظم الإنجازات يبدأ أولاً من القلب والوجدان.